صمامات القلب
الصمامات هي التي تنظم تدفق الدم بفضل تموضعها بين الأقسام الداخلية في القلب بين الأذينين والبطينين وبين القلب والشرايين الأساسية. ويوجد أربعة صمامات في القلب. الصمام التاجي والأبهر في الطرف الأيسر من القلب ويضخ منه إلى الجسم الدم النظيف المحمل بالأوكسجين. ويوجد الصمام الثلاثي الشرف والصمام الرئوي في الطرف الأيمن من القلب والذي يضخ الدم الملوث إلى الرئة.
وريقات الصمام الثلاثي الشرف والتاجي يتعلقون بجدار حجرات القلب من خلال الأوتار أو ما يسمى (Korda). الصمام الأبهر وثلاثي الشرفات هما ثلاثي وريقات بينما الصمام التاجي والرئوي هما ثنائي الوريقات.
أمراض الصمام الجراحية:
1 – 2 % من كل الوفيات في العالم سببها أمراض صمامات القلب. في السنوات الأخيرة تطورت إمكانيات العلاج الجراحي الدائم والفعال في عمليات صمامات القلب وذلك بفضل التطورات السريعة في تكنولوجيا الصمامات الصناعية.
في الأمراض التي تنشأ نتيجة وجود شيء ما يمنع تدفق الدم على الرغم من سماح الصمام للدم بالمرور يجب التدخل الجراحي بعد مرحلة معينة. الأضرار التي قد تصيب النسيج الحلقي حول الصمام أو الوريقات أو الأوتار تؤدي إلى أمراض الصمام.
المرض يمكن أن يكون في صمام واحد أو أكثر في نفس الوقت. في هذه الحالة المرض بشكل عام يبدأ بصمام واحد بعد ذلك ينتقل إلى الصمامات الأخرى بسبب ألية عمل القلب. الأسباب الأساسية لإصابة صمام القلب بالمرض هي: أسباب خلقية، حمى الروماتيزم، الالتهابات، تلف متعلق بكبر السن، أمراض أوعية القلب انتفاخ في أجزاء من الشريان الأبهري. وعندما تصل أمراض الصمامات للمرحلة الجراحية تكون غالباً قد أصبح تضيق وفشل بنفس الوقت.
التضيق (Stenoz): الأمراض التي تنشأ نتيجة منع تدفق الدم بالكمية الكافية بسبب سماكة الوريقات والتلف أو التصاق بعضه ببعض. وقد تكون الأوتار متأثراً أيضا. وإذا انخفضت كمية الدم المتدفقة إلى مستوى حرج يجب القيام بعملية جراحية.
القلس التاجي: في هذه الحالة لا يغلق الصمام بشكل كامل ويرجع كمية من الدم إلى الوراء ويحدث ذلك بسبب اتساع في نسيج الحلقة، أو زيادة طول الأوتار. وعندما يتجاوز كمية الدم التي ترجع للوراء المستوى الحرج يجب إجراء عملية جراحية.
أسباب تضيق الصمام التاجي (Stenoz):
أمراض القلب الروماتيزمية هي من أكثر الأسباب شيوعاً (وتحدث نتيجة الإصابة بروماتيزم المفاصل في عمر مبكر وما شابه) تكلس الوريقات أسباب خلقية أثناء الولادة التهاب الصمام خثرة في الأذين الأيسر، ورم في الأذين الأيسر متلازمة سرطاوية (الكارسينوئيد) متلازمة الأيض الذي يؤدي إلى التلف الخضوع لعملية الصمام التاجي الخضوع لعملية تغيير الصمام أسباب فشل الصمام التاجي (الميترالي) تلف نسيخ الغضروف أمراض القلب الروماتيزمية (كـروماتيزم المفاصل) التهاب الصمام تكلس تمزق الأوتار (سببه غير معروف) نقص التروية (مرتبط بفشل تغذية القلب)
أعراض أمراض الصمام التاجي
أعراض مرض الصمام هي ضيق في التنفس والخفقان واضطراب ضربات القلب وألم في الصدر والغثيان وانتفاخ في القدمين وخروج دم مع البلغم وعدم القدرة على النوم مستلقياً على الظهر. بشكل عام بعض هذه الأعراض تكون ظاهرة بنفس اللحظة. اشتداد أعراض أمراض الصمام مهم في مرحلة اتخاذ القرار الجراحي.
طرق التشخيص
يمكن تشخصي مرض الصمام من خلال تخطيط القلب والقسطرة. في أمراض الصمام الذي لا يتطلب معالجة جراحية يتم متابعة الحالة من خلال تخطيط القلب الدوري. وأحياناً يشخص مرض الصمام صدفة أثناء البحث عن أمراض القلب الأخرى.
جراحة الصمام التاجي
هناك العديد من أنواع عمليات جراحة الصمام التاجي ولكن بإمكاننا أن نصنفها بشكل عام إلى صنفين:
تغيير (استبدال) 2) ترميم (إصلاح)
تغير الصمام التاجي هو عبارة عن استخراج الصمام المصاب وتركيب صمام صناعي ميكانيكي أو بيولوجي. الصمامات الميكانيكية بشكل عام مصنعة من مادة الكربون القاسية جداً وسطحه أملس ومصنع بشكل يسهل تدفق الدم من تلك السطوح. وبهذا الشكل يتم منع تراكم التخثرات في نظام الدورة الدموية بعد تركيب الصمام. ولكن لابد من استخدام علاج مميع دم (Warfarin) بعد العمليات حتى ولو كان الصمام الميكانيكي ذو جودة عالية. الصمامات الميكانيكية تعمل لسنوات عديدة دون أية مشاكل إذا ما تم استخدام مميع الدم بشكل مثالي.
الصمامات البيولوجية يتم إنتاجها في المختبرات بعد إجراء عمليات متنوعة على المواد البيولوجية كـ صمام الخنزير أو غشاء قلب العجل أو الحصان.الصمامات البيولوجية هي أسرع ميولاً للتضرر مقارنة بالصمامات الميكانيكية. لأن الجسم يعتبر المادة البيولوجية الجديدة مادة غريبة وأجنبية ويبدأ برد فعل مناعي ضده. الصمامات البيولوجية تبدأ بالضرر بعد عدة سنوات. طبعاً هذه المراحل تختلف من مريض لآخر. صمام التاجي البيولوجي يتعرض للتلف أكثر من الصمام الأبهري البيولوجي لأن الصمام التاجي صمام يتعرض لضغط الدم بشكل أكبر. وبشكل عام عمر هذه الصمامات البيولوجية ما بين 5 إلى 15 و20 سنة.
ترميم الصمام التاجي: إذا كان بنية الغضروف في وريقات الصمام متضررة بشكل كبير وإذا لم يوجد تكلس أو إذا كان هناك تسرب مرتبط بنمو القلب فقط عندها يكون من المناسب ترميم الصمام. الترميم هي أنسب طريقة جراحية بسبب الميزات التي توفرها للمريض. فالمرضى لا يستخدمون بعد هذه العمليات أدوية تميع الدم، كما أن مخاطر النزيف والتخثر أو التهاب الصمام منخفضة جداً. جراح القلب المشهور Alain Carpentier (باريس – فرنسا) أصبح لسنوات طويلة مدرسة لجراحي القلب في مجال ترميم الصمام التاجي. وساهم في نشر هذه الطريقة في كل أنحاء العالم. وأجرى الجراحين عمليات ناجحة في كل أنحاء العالم بفضل تقنياته المبتكرة.
يتم إجراء عمليات ترميم الصمام التاجي أو تغيره من خلال فتحة صغيرة. يتم تطبيق التقنيات المذكورة في الأعلى بالدخول من فتحة صغيرة طولها 5 سم، يتم فتحها بشكل عام في أسفل الصدر الأيمن أو في منتصف وأسفل الصدر.
نسبة نجاح عملية الصمام التاجي تتراوح ما بين 97% – 99%. ومن أبرز العوامل التي تشكل خطراً في هذه العملية هي ارتفاع ضغط الدم الرئوي نتيجة التأخر في وقت العملية واضطراب نبضات القلب وتشكل خثرة في داخل القلب وانخفاض قدرة القلب على الضخ والأمراض الجانبية والشيخوخة.